الاثنين، 3 يناير 2022

هل يجب أن تتعامل مع نفسك بلطف ؟

عندما يخبرك شخص مقرب منك عن خطئ وقع فيه , أو محنة ألمت به ستشعر حتما بالأسى من أجله و قد تسعى جاهدا في التخفيف عنه بعض ما يجد, و ربما تحاول فيما بعد تقديم بعض الإرشادات له من أجل تجنب الوقوع في أمر مماثل مستقبلا؟

إذا وقعت أنت في مأزق مشابه, أو لم تسر أمورك على نحو ما خططت لها, ترى أتعامل نفسك بالطريقة نفسها التي كنت ستعامل بها الآخر, أم ستقسوا عليها لأنها خيبت أملك؟

لقد أثبتت بعض الدراسات النفسية أن التعامل مع الذات بنفس اللطف و الدعم اللذين نقدمهما عادة للأشخاص المتضررين يساهم بشكل فعَّال في معالجة المواقف الصعبة بعقلانية و تروٍ ولاسيما إن كان فشلنا فشلا ذريعا,مما قد يهدد ثقتنا بذواتنا و أحيانا الشعور بالخجل الشديد منها, كما أن التعاطف مع الذات وثيق الصلة بالرشاقة العاطفية بما في ذلك تمييز الأخطاء وتحفيز ذواتنا على النجاح.

يشترك التعاطف مع الذات مجموعة عريضة من مقاييس الصحة العاطفية كالرضى, و الإستقلالية, وليكون التعاطف مع الذات أكثر إفادة و بالطريقة السليمة يجب أن يتضمن مكونات العالمة النفسية كريستين دي نيف وهي: 

١- الرفق بالنفس: و يعني تعامل الفرد مع ذاته برفق و رأفة دون إطلاق أحكام قاسية عليها خاصة عند الفشل في موقف معيّن.

٢-  الإنسانية المشتركة: أي رؤية التجارب الشخصية المؤلمة على أنها جزء من التجربة الإنسانية المشتركة و الوعي بأن الأخطاء من طبيعة البشر.

٣- التيقظ: وهو وعي الشخص بالخبرات السلبية, و الإنفتاح على الأفكار والمشاعر المؤلمة, ثم معايشتها في اللحظة الحاضرة.

تتفاعل هذه المكونات الثلاثة للتعاطف مع الذات مع بعضها البعض لتشكل هذا المفهوم و يؤثر كل منها على الآخر, إذ يقلل التيقظ إصدار الأحكام الذاتية كما يزيد بصيرة الفرد في إدراك الإنسانية المشتركة للخبرات التي يمر بها, ثم إن الرفق بالنفس يقلل الإنفعالات السلبية , ويجعل الشخص يتقبلها بسهولة كجزء من طبيعته البشرية.

أخيرا: لا تدع إخفاقاتك السابقة تحولك إلى عدوٍّ لنفسك تعاملها بقساوة ولا تتعاطف معها. ليس التعاطف مع الذات رثاء لها و لا أن ندور في فلكها, لأن الرثاء يعني الإنغماس في مشاكلنا و ننسى أن الآخرين يعانون مثلما نعاني بل هو رؤية الأمور كما هي تماما لا أقل و لا أكثر, أي هي  رؤية موضوعية للذات تعكس الواقع كما هو بالفعل و تعطينا تصورا لذواتنا وحكما عليها بصيغة أحكام الوجود لا أحكام الوجوب.



  


جهود علماء المسلمين في تنقيح السنة من الشوائب

 سعى علماء المسلمين منذ ظهور الكذابون - الذين يريدون أن يجعلوا في الدين ما ليس منه - في تنقية سنة الحبيب - صلى الله عليه وسلم- من تلك الشوائ...